«أهم من الوصول مشوار الطريق»


ممكن أن بعض الناس لا يفهم مغزى هذه العبارة، والبعض الآخر قد يفهم، لكنه لا يَعتَبِر ولا يهتمّ بالمغزى العميق المختبئ وراء جدرانها!


فأنا يا صديقي القارئ، لم أفهم معناها الخفي حتى قاسيت وواجهت أشدّ النتائج، فقط لأنني لم أعتبر!


ولكن عليك أن تعلم أن بعد العسر يُسرًا؛ فكل تجربة مؤلمة تلحقها عِظة وعِبرة تسترشد بها ما تبقّى من عمرك، وتُخبر وتُحذّر بها مَن استطعت.


«فكل ألم يحمل معه عظة للعمر»


والمقصود بهذه العبارة أن تحذر في طريقك للوصول، لأن الطريق مهمّ بقدر أهمية وصولك لما تبتغي. صدّقني، فقد أهملتُ هذا الطريق أنا بنفسي، وشعرتُ عند وصولي أنني قد أضعتُ نفسي في أرجاء هذا الطريق، مُقَطَّعةً لأشلاء في كل محطة توقّف.


عند وصولي شعرتُ بالسعادة تغمرني، ولكن لبرهة تساءلتُ: من أنا؟ وأين أنا؟ وكيف أنا؟

قد أضعتُ نفسي هناك؛ لم تعد نفسي تعرفني داخليًا وخارجيًا. وكل ذلك لم أنتبه له إلا بعد الوصول، فغدا وصولي طعمه مُرًّا، وليس كالذي كنتُ أغدو أتخيله حلوى المذاق.


لقد أهملتُ نفسي في طريقي هذا، ووصولي قد ألهاني عمّا جرى ورائي.

أليسوا يقولون: «اشقَ الآن تعِشْ ملكًا عند الوصول، وتنسَ ما قاسيتَه بالأمس»!

لكنني هنا، وقد وصلتُ، ما زلتُ أقاسي نتائج ما قاسيتُه بالأمس…


حاول أن تكون واعيًا لما تشعر به في الطريق، ولا تهمل نفسك؛ فإن طريقك مهمّ بقدر وصولك.

استمتع بالطريق وبكل محطة، عِشْ اللحظة، استرسل وخذ وقتك، واعرف نفسك جيدًا؛ فعند وصولك تكون قد وصلت إلى وجهتك بجسدٍ وروحٍ سليمة.


فإن الطريق هو التجربة التي تُشكِّلنا، والوصول لحظة عابرة إن فقدنا أنفسنا أثناءها…

فاحذر اغترابك عن ذاتك بعد النجاح!


واعلم أن السعيد من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ بنفسه.