‏تخيّل أن تكون مطيعًا ومنفّذًا لكل رغبة تمر في خيالك، أقصد تحديدًا تلك الرغبات العاطفية والجنسية. ستكون أقرب لشعور الذنب الملازم، وأبعد من خطوات «الاستقرار العاطفي» التي تطمح لها في كل حديث يخصّ نظرتك للمستقبل، وتائه بين قلوب العابرين ورغباتهم اللحظية.

هناك موجة تسويقية خطيرة لتطبيقات التواصل السريعة مع الآخر، وتلميحهم الجذّاب: «تقدر تتعرف على صديق في دقائق، بس كل اللي عليك تحرّك الشاشة وتوافق على المحادثة.» وعندما توافق وتبدأ في السير خلف فضولك، سيظهر لك من يصارع عقله ليبقى في اتّزان حتّى يستغل جهلك عن أهدافه. أو ذاك الآخر الذي تستغرب من ثقته وصراحته المباشرة في توضيح هدفه من التواصل.

‏الجنس مشوه هناك، الكل يصرخ طلبًا في إشباع دوبامينه.

في تلك الليلة التي تشعر فيها بالوحدة، أو تكون في حالة من الانزعاج نتيجة أحداث يومك؛ إيّاك والهرب من مواجهة الواقع والذهاب لتحميل أحد التطبيقات المشابهة، أو الانغماس في تسكيت الأصوات بالممارسة الجنسية الذاتية.

‏بسبب لحظة فراغ واحدة، يعيش في متاهة من الندم والسوء، يشعر بأنه عالق بين العلاقات العابرة والرغبات غير الصحية.

‏اسمح لنفسك بالشعور بالذنب قليلًا، واحذف كل ما له علاقة في زيادة احتمالية رجوعك للقاع.

أنت تستحق أن تمارس العلاقة الجنسية بالشكل الصحيح، ومع من تحبه، وفي الإطار الديني السليم.

‏أعرف أن المسألة ليست سهلة، لأنك ستعود (الساعة الواحدة بعد منتصف الليل) لوحدك أمام شاشة جوّالك، تفكّر في مدى لذّة الإعجاب المحتملة هناك، وتتأمّل في «ماذا لو».

ما هي البدائل الممكنة قبل التخبّط؟

‏شاهد ذلك المسلسل المدفون في العلامات المرجعية (Bookmarks)، أو ذلك الفلم المنسي في ألبوم صورك (Screenshots).

‏اقرأ أحد الكتب التي ما زلت مغلّفه في مكتبك، أو اسمع حلقة بودكاست.

‏اذهب للخارج برفقة سماعتك، وتحرّك لمدّة لا تقلّ عن نصف ساعة، وإذا ما قدرت؛ اطلع الحوش.

‏اكتب أفكارك ومشاعرك في الـ(Notes)، أو تحدّث عنها بصوت عالي في الـ(Voice Memos).

‏اطلب المساعدة من معالج نفسي، ستساعد هذه الخطوة في حال لم تستطع أن تقاوم الرغبات، ولم تقدر على مواجهة المشاكل.